اتفقت خمسة فصائل من الجيش الوطني السوري على الاندماج فيما بينها، ضمن تشكيل عسكري واحد وبقيادة مركزية موحدة
القرار جاء بعد سلسلة من المشاورات جمعت الفصائل الخمسة وهي: "فرقة المعتصم، فرقة الحمزة، الفرقة 20، فرقة السلطان سليمان شاه، لواء صقور الشمال"، حيث ارتضى قادة الفصائل أن يكون "معتصم عباس" قائداً عاماً للتشكيل الجديد ونائبه "سيف بولاد".
مشاورات شاقة
انطلقت المشاورات بين فصائل الجيش الوطني، قبل عدة أشهر، منذ أن طرحت "الجبهة الشامية" مشروع "القيادة الموحدة"، فظهرت عقدة أساسية خلال المفاوضات وانقسمت الفصائل على أساسها، حيث تبنى بعضها فكرة إنشاء غرفة تنسيقية وليس اندماجاً، في حين تمسّك الطرف الآخر بعملية الاندماج الكاملة.
وحسمت الفصائل الخمسة قرارها بإعلان الاندماج بعد أن وصلت المفاوضات بين "فرقة المعتصم" و"الجبهة الشامية" حول العمل المشترك إلى طريق مسدود، نتيجة خلافات عديدة حول هيكلية العمل وهل سيكون تنسيقي أم اندماجي؟ ورغم موافقة "الشامية" على الاندماج مع "المعتصم" لكنها قيدته ببعض الشروط التي لم تناسب الأطراف الأخرى.
وظهر التقارب الأكبر بين الفصائل الخمسة بشكل أوضح، بعد تلويح غرفة "عزم" بالخيار العسكري ضد الأطراف المُنسحبة منها، قبل أسبوعين، فقد شهدت المنطقة تحشيداً عسكرياً ضد "فرقة الحمزة" و"لواء صقور الشمال"، فتدخلت فصائل "فرقة المعتصم، الفرقة 20، فيلق الرحمن" كقوات منع احتكاك، حيث إن المباحثات بين تلك الفصائل حول عملية الاندماج كانت مستمرة قبل هذه الحادثة، لكن الخشية من الصدامات العسكرية يبدو أنه سرّع في اتخاذ القرار أكثر، واتفقت على "معتصم عباس" و"سيف بولاد" لقيادة التشكيل الجديد.
وقبل تأسيس "لواء المعتصم" الذي تحوّل لاحقاً إلى فرقة، عمل معتصم عباس ضمن "لواء التوحيد" الحلبي، وشغل منصب قائد القوات المركزية فيه.
ويرتبط سيف بولاد قائد "فرقة الحمزة" بعلاقات قوية مع قيادة الجيش التركي في المنطقة بدأت، منذ آب 2016، عند إطلاق العملية العسكرية التركية "درع الفرات" ضد تنظيم الدولة في ريف حلب.
ويعتبر المقدم أحمد سعود قائد "الفرقة 13" سابقاً أبرز المرشحين لتولي مهام رئيس الأركان ضمن التشكيل الجديد، وذلك لما يتمتع به من خبرة عسكرية طويلة، وعلاقات مع العديد من الجهات الدولية، منذ أن كان فصيله ضمن غرف عمليات الدعم العسكري الدولية للمعارضة السورية.
مباركة تركية
أكد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا أن الجانب التركي أجرى في الثاني من أيلول الجاري، لقاءً مع قادة الفصائل الخمسة من أجل مناقشة المشروع الجديد، وقد أبدى المسؤولون الأتراك دعمهم للخطوة، وشدّدوا على أهمية إنهاء الحالة الفصائلية في المنطقة.
وقدم المسؤولون الأتراك الدعم الكامل لقائد التشكيل الجديد (معتصم عباس)، الذي يحوز على ثقة أنقرة منذ مواجهات فصيله "فرقة المعتصم" ضد تنظيم الدولة في منطقة مارع شمالي حلب، شهر أيار 2016، وذلك لأن قيادة الفرقة وقتها رفضت عروضاً من "وحدات حماية الشعب - YPG" للدخول إلى مارع والاشتراك في المواجهات، ولم توافق على مقترح الانضواء في صفوف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وقرّرت تعزيز التعاون مع أنقرة، مع الحفاظ أيضاً على خط تنسيق مع التحالف الدولي.
وسبق أن طالبت تركيا فصائل المنطقة خلال اجتماع للجانبين على الأراضي السورية في حزيران الماضي، بالحد من الحالة الفصائلية وتعدّد الجماعات والتنظيمات، من خلال دراسة عمليات اندماج تؤدي في نهاية المطاف إلى ضبط الحالة المنطقة وتمنع تكرار الاحتكاكات السلبية الناتجة عن المنافسة.
يذكر أنّ اللواء سليم ادريس - وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة - أعلن، قبل يومين، استقالته من منصبه، في خطوة تشير إلى قناعة لدى الوزارة أن المنطقة مقبلة على تغييرات، ستزيد من إضعاف دورها على الفصائل العسكرية، التي من المفترض أنها تنضوي ضمن وزارة الدفاع من الناحية النظرية.